برامج تلفزيونية ومقابلات فنية

أشهر برامج المقالب الفنية: الضحك بين الإبداع والجدل

برامج المقالب الفنية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المشهد الترفيهي في العالم العربي، حيث تجمع بين عناصر الكوميديا والإثارة والمفاجآت. هذه البرامج تعتمد على فكرة “المقلب” الذي يتم تصميمه بعناية لخداع أحد النجوم أو الشخصيات العامة، مما يخلق مواقف طريفة ومثيرة تُعرض على الشاشة لتسلية الجمهور. ومع مرور الوقت، تحولت هذه البرامج إلى ظاهرة فنية ذات شعبية كبيرة، لكنها أيضًا أثارت جدلًا واسعًا حول أخلاقياتها وحدودها. في هذا المقال، نستعرض أشهر برامج المقالب الفنية التي تركت بصمة في ذاكرة المشاهدين.

1. “رامز تحت الأرض”

واحد من أشهر برامج المقالب العربية هو سلسلة “رامز تحت الأرض”، التي قدمها الفنان المصري رامز جلال. البرنامج يعتمد على استضافة نجوم السينما والغناء والإعلام، ثم إدخالهم في موقف مخيف يتضمن حفرة عميقة مليئة بالزواحف والعقارب. رغم أن الفكرة قد تبدو متكررة في بعض الأحيان، إلا أن تنفيذها بطريقة مبتكرة وتفاعل الضيوف مع الموقف جعل البرنامج واحدًا من أكثر البرامج مشاهدة خلال شهر رمضان.

البرنامج أثار جدلًا كبيرًا بسبب ما اعتبره البعض تجاوزات في حق الضيوف، لكنه في الوقت نفسه حقق نجاحًا جماهيريًا هائلًا وأصبح علامة مميزة في مسيرة رامز جلال.

2. “هاني في الألغام”

قدم الفنان المصري هاني رمزي برنامج “هاني في الألغام”، الذي كان من أوائل برامج المقالب في العالم العربي. فكرة البرنامج تدور حول وضع الضيف في موقف خطير داخل منطقة مليئة بالألغام، حيث يشعر بأن حياته في خطر حقيقي. البرنامج تميز بإنتاجه العالي الجودة وإعداده المحترف، مما جعله مثالًا يحتذى به في هذا النوع من البرامج.

رغم نجاحه الكبير، إلا أن البرنامج تعرض لانتقادات بسبب ما اعتبره البعض استغلالًا للخوف والتوتر النفسي للضيوف لتحقيق مشاهد كوميدية.

3. “الكاميرا الخفية – دخان بلا نار”

من الكلاسيكيات التي لا تُنسى في عالم برامج المقالب هو “الكاميرا الخفية”، الذي قدمه الإعلامي اللبناني زياد الرحباني في الثمانينيات والتسعينيات. البرنامج كان يعتمد على إخفاء الكاميرات واستدراج الضيوف إلى مواقف غير متوقعة، مثل انفجار شيء ما أمامهم أو حدوث خلل تقني في مكان عام.

ما جعل البرنامج مميزًا هو أنه لم يكن يعتمد فقط على التوتر أو الخوف، بل كان يقدم مواقف كوميدية بسيطة تجعل الضيف يضحك بعد اكتشاف الحقيقة. البرنامج يعتبر من العلامات الفارقة في تاريخ البرامج التلفزيونية العربية.

4. “هاني هز الجبل”

استكمالًا لسلسلة نجاحاته، قدم هاني رمزي برنامج “هاني هز الجبل”، الذي يعتمد على فكرة وضع الضيف في سيارة تسقط من أعلى الجبل. البرنامج حقق نجاحًا كبيرًا بفضل الإثارة والتشويق اللذين يقدمهما، بالإضافة إلى ردود فعل الضيوف التي غالبًا ما تكون مزيجًا من الخوف والغضب والضحك.

رغم ذلك، تعرض البرنامج لانتقادات بسبب ما اعتبره البعض تلاعبًا بمشاعر الضيوف واستغلالًا لحالتهم النفسية لتحقيق نسب مشاهدة عالية.

5. “مرحبا يا رمضان”

قدم الفنان المصري محمد هنيدي برنامج “مرحبا يا رمضان”، الذي كان يعتمد على فكرة تقديم مقالب خفيفة وكوميدية بعيدًا عن الإثارة أو الخوف. البرنامج تميز بطابعه الهادئ والمبسط، حيث كان هنيدي يستدرج الضيوف إلى مواقف طريفة تكشف عن شخصياتهم الحقيقية دون إدخالهم في حالات من الذعر أو القلق.

البرنامج أثبت أن الإبداع في برامج المقالب لا يقتصر على الإثارة فقط، بل يمكن أن يكون مبنيًا على البساطة والكوميديا البحتة.

6. “رامز واكل الجو”

من ضمن سلسلة برامج رامز جلال يأتي “رامز واكل الجو”، الذي يعتمد على فكرة وضع الضيف في طائرة تواجه خللًا تقنيًا يؤدي إلى سقوطها. البرنامج تميز بجرأته في استخدام تقنيات حديثة لإيهام الضيوف بأن حياتهم في خطر حقيقي.

رغم نجاحه الكبير، إلا أن البرنامج تعرض لانتقادات بسبب ما اعتبره البعض استغلالًا غير أخلاقي لمشاعر الضيوف، خاصةً أن بعضهم أظهر حالة من الصدمة الشديدة بعد اكتشاف الحقيقة.

7. “هاني في الألعاب”

قدم هاني رمزي أيضًا برنامج “هاني في الألعاب”، الذي يعتمد على فكرة وضع الضيف في مجموعة من الألعاب والتحديات التي تبدو بريئة في البداية، لكنها تتحول إلى مواقف مضحكة ومخيفة في الوقت نفسه. البرنامج تميز بمزيجه بين الكوميديا والإثارة، مما جعله محبوبًا لدى الجمهور.

8. “رامز قرش البحر”

آخر إضافات رامز جلال إلى عالم برامج المقالب كان “رامز قرش البحر”، الذي يعتمد على فكرة وضع الضيف في مركب صغير في وسط البحر، ثم إيهامه بأن سمكة قرش ضخمة تقترب منه. البرنامج حقق نجاحًا كبيرًا بفضل الإثارة التي يقدمها، لكنه أيضًا أثار جدلًا كبيرًا بسبب ما اعتبره البعض استغلالًا للخوف الطبيعي من أسماك القرش.

الجدل حول برامج المقالب

على الرغم من الشعبية الكبيرة التي تحظى بها برامج المقالب، إلا أنها دائمًا ما تكون مثار جدل. هناك من يعتبرها وسيلة ترفيهية مبتكرة تجلب البهجة للجمهور، بينما يرى آخرون أنها تتجاوز الحدود الأخلاقية وتستغل مشاعر الضيوف لتحقيق نسب مشاهدة عالية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يجب أن تكون الكوميديا على حساب مشاعر الآخرين؟ وهل من المقبول أن نضحك على حساب شخص يعتقد أن حياته في خطر حقيقي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى